المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٩

ما الألم ؟

في كتاب علم وظائف الأعضاء وردت جملة : "Pain is a subjective experince, it is not easily evaluated and an objective technique for measuring pain is unreliable." "الألم هو تجربة شخصية ، ولا يمكن تقديره بسهولة، ولا توجد طريقة موضوعية لقياس الألم" قبل فترة، كنت أتمدد على سريري متكدرة مغمومة وعلى وشك البكاء، حينها دخلت أختي سارة ذات السنوات الأربع، فما إن رأتني على تلك الحالة حتى سألت بحنوّ: مالك؟ لاطفتها: مفيش، مخنوقة عشان عندي مذاكرة كتير.   ظهرت عليها امارات التعجب، وطبطبت عليّ وخرجت من الغرفة. بعد عدة دقائق، عادت وبيدها دفتر وعدة أقلام، وطلبت مني الاعتدال في جلستي ثم أخذت مكانها بجواري، فتحت دفترها وسألتني بلغتها المتكسرة والكلمات ال"نص سوا" أي حرف يشكل لي صعوبة في مذاكرته، لتشرحه لي. ضحكت، وجاريتها في لعبتها، حرف الباء، كتبته لي، "طبء وتحتيه نؤتة" "باء بطة" وكتبتلي اخوته التاء والثاء والنون كي تزيل أي التباس عندي وأستطيع التفرقة بينهم، ثم قالت"شفتي سهل ازاي، متزعليش بقا".   قبلتها وشكرتها، فانصرفت لل...

كيف يمكن أن يقودك الشغف بالخيال إلى جائزة نوبل؟ قصة سانتياغو رامون ي. كاخال .

في عالم يقدس النفعية المباشرة؛ تكثر الأسئلة حول جدوى القيم الفنية والجمالية، التي تصدر دائمًا كأنها نوع من الرفاهيات لتزجية الوقت فحسب. ولكن في حقيقة الأمر، فإن الفنون بأنواعها ما هي إلا تمارين عقلية، تمرّن عضلات الإبتكار والملاحظة، أنت لن تصف شخصًا يقضي ثلاث ساعات في الGym بأنه يضيع وقته، فلماذا تتهم شخصًا يقرأ رواية أو يرسم لوحة بإضاعة وقته؟ الترم الماضي، كنت أدرس علم الأعصاب في كلية الطب، بينما كنت أبحث في الانترنت عن خلايا في الطبقة الخارجية للقشرة المخية تدعى خلايا كاخال cajal، ظهرت لي بعض النتائج عن الشخص الذي سُميت هذه الخلايا باسمه، الحائز على جائزة نوبل في الطب عام ١٩٠٦، وصاحب إسهامات كثيرة في علم التشريح العصبي حتى أنه يلقب ب"أبو علم الأعصاب الحديث". وجدت مقالًا جميلًا في الباريس ريفيو عن الجوانب الشخصية في حياته، وكيف ساعده الخيال على تشكيل جوانب مهنته، والتميز فيها. قمت بترجمته على منصة المحطة، استمتعوا بقراءته  💕  : https://elmahatta.com/%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d9%84…/

مداواة الآلام: لمحة تاريخية عن الألم منذ زمن السحر وصولًا للعلم التجريبي

نبذة مختصرة:  مقاساة الآلام تجربة يمر بها البشر أجمعون، وعلى مدار التاريخ طوّرت نظريات وتقنيات لفهم الألم وعلاجه. في هذا المقال سنلقي نظرة سريعة على الألم ومعتقداته وطرق علاجه، منذ زمن الاعتقادات المتعلقة بالسحر والشياطين والدين وصولًا لأحدث النماذج العلمية التجريبية، من الأزمنة السحيقة والحضارات البدائية وحتى القرن العشرين. في القرنين التاسع عشر والعشرين، وعلى ضوء مفاهيم تشريحية وفسيولوجية وكيموحيوية جديدة، طُورت نظريات حديثة لفهم الألم، وصُنعت مسكنات الآلام وإجراء جراحات لتخفيف الألم والتحكم به. وعلى الرغم من ذلك، فالمعتقدات والأساليب القديمة لم تُستبدل تمامًا؛ بل ظلت حاضرة إلى حد ما في أذهان المرضى المعاصرين. ترجمت جزء من هذه الدراسة على جزئين على موقع المحطة : الجزء الأول منذ زمن السحر وحتى نهايات القرن السادس عشر الجزء الثاني منذ القرن السابع عشر حتى اليوم