أخلاقك في مواعيينك
يطلق المصريون كلمة مواعيين على أدوات المطبخ من اطباق ومعالق وغيرها ، ولطالما تسائلت هل كلمة المواعين عربية أصيلة ؟
بداية ، دعني أخبرك بمعلومة صغيرة .
في المناسبات عادة ، يُعد الناس طعاماً أكثر مما يعدونه في حياتهم اليومية ، مما يتطلب منهم استخدام حاجيات أكثر (حلل ، أطباق ، معالق ) ، ولما كانت هذه الأشياء قليلة في العصور الغابرة جرت العادة ان يستعيرها الناس من جيرانهم وأقاربهم في المناسبات ، ويرجعونها بعد انتهاء المناسبة ، واذا ما كسرت أو جرى لها مكروه فإنهم يبدلونهم عوضاً عنها .
لا يتضرر الإنسان بإعارتهم شيئاً ، لا تنتقص من ملكه ولا وقته ولا جهده ، بل وعلى العكس يكسب ود الناس ، ويعاونهم على الخير ، بدون أن يخسر شيئاً .
لذلك خص الله من يمنعونه بالقول في آخر سورة الماعون ( ويمنعون الماعون ) ، لأن المنع في هذه الحالة ليس ناتجاً عن الشح أو البخل أو رغبة الانسان في الزيادة ، ولكنه ناتج عن حقد وغل ، وكراهية للناس تمنعه حتى من المساعدة في أبسط الأشياء .
عندما يصف الله من يمنع إعارة مواعينه ب"التكذيب بالدين " ويقرنه بمن يسهو عن صلاته و من يسيء لليتيم ويمنع الطعام عن المساكين فينبغي علينا الوقوف جدياً والتفكير في تصرفاتنا اليومية ، فالبعض قد يقتصر مفهوم الدين عنده على أداء صلاة أو صيام وصلة بالأرحام ، ولكن في الواقع فإن الله أنزل الاديان لتحكم علاقات الناس ببعضها وبخالقها ، فإن أبسط التفاصيل مثل هذه تنم على عدم فهم للهدف الاساسي الذي بعث النبي من أجله : انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
"فهذه السورة القصيرة المكونة من سبع آيات تعالج حقيقةً ضخمة تكاد تبدل المفهوم السائد للإيمان والكفر تبديلاً كاملاً، فحقيقة الدين ليست كلمة تقال باللسان وإنما هي تحوُّلٌ في القلب يدفعه إلى البر بإخوانه في البشرية المحتاجين للرعاية والعناية، والله لا يريد من الناس كلمات، وإنما يريد منهم أعمالا تصدقها وإلا فهي هباء، لا وزن لها عنده ولا اعتبار."
اجابة على السؤال أول التدوينة، مواعين كلمة عربية أصيلة ، وهي جمع ماعون ، والمعاون هو اسم جامع لمنافع البيت ، كالفأْس والابرة والقَصْعة ونحو ذلك ، مما جرت العادةُ بإِعارته .
تعليقات
إرسال تعليق