لماذا يختفي الذباب فترة الشتاء ؟
اليوم ، في سكشن مراجعة البارا ، وجدت الناس قد تجمهروا حول المخلوقات كلها ، يفحصون وينقبون في صفاتها الغريبة ، يتأملون شنب البرغوث وظهر القراد والقمل ، كانت هناك متروكة مهملة ، يمرون عليها مرور الكرام ويتضاحكون : أيوا دي احنا عارفينها .. دي مزهقانا في البيت هاها .. ولا يكلفون نفسهم عناء النظر اليها .
قلت في نفسي : إنها وبلا شك تستحق هذا الازدراء ، ف"زنّها المستمر" و"غلاساتها" لا يستحقان عقابًا غير هذا ، هذا ما جنته على نفسها ، ورمقتها بنظرة محتقِرة كالباقيين ورحلت .
في الطريق إلى منزلي ، سمعت صوتًا يصرخ فيّ :" لماذا ؟"
لم أتبين مصدر الصوت في البداية فتلفتت ، فوجدتها تصرخ :"هنا ؛ هنا على طرف نظارتك ".
وجدتها الماصكا واقفة وعيونها المركبة مغرورقة بالدموع .
"حسنًا ، أنتِ لم ترِ اللوسيليا ولا الكاليفورا ولو لمرة في حياتك ؛ ومع ذلك أعطيتهما اهتمامًا أكثر مني بكثير "
صمتت قليلًا ثم تابعت
"أعتقدت أننا صديقتان مقربتان ، أعني أنا أقضي الكثير من الوقت معك ، أبوح لكِ بكل أسراري بينما أنت تصغين ، وكلما حاولت تقبيلك على جبينك ابعدتيني عنك خجلى ، لقد أحطتك بالاهتمام ، أيكون هذا نصيبي من اهتمامك ؟ أتُفضلين الأغراب عليّ"
أكملت
"صحيح ، لا تظهر معادن الناس إلا عند الشدائد و"الامتحانات" ، وها قد ظهرتي على حقيقتك ! جاحدة للعشرة ، ناكرة للجميل ، ناسية لما كان بيننا من عيش وملح تناولناه معًا "
حاولت أن أوضح لها :" ولكنكِ لم تسأليني يومًا إن كنت أحب رفقتك .."
فقاطعتني
"تقصدين أنني لا أشعر ؟ لو شعرت ولو لمرة انك تستثقلينني لذهبت وتركتك ، ولكن ما ذنبي إن كنتِ منافقة لا تعلنين مشاعركِ صراحة ، آشقق عن قلبك لأعلم ما الذي تكنينه لي ؟"
تنهدت
" على العموم لا بد لهذا الأمر أن ينتهي ، وأنا سأرحل ، للأبد .. وستندمين على ما فعلتيه حين لا تجدين من يحوم حولك ويصب الاهتمام والقبلات عليكِ صبًا ، حينها ستقولين ولا يوم من أيامك يا ماصكا "
وطارت .
في قرارة نفسي شعرت براحة كبيرة وسعادة غامرة ، ولكنني تذكرت أن هذه هي المرة المئة التي تقوم فيها بهذا الحوار ، ستختفي فترة الشتاء قليلًا ، منتظرة أن أسأل عنها أو أترجاها لتعود ، ثم عندما تفقد الأمل والأكل ستعود وكأن شيئًا لم يكن .
لأنها ذبابة .
قلت في نفسي : إنها وبلا شك تستحق هذا الازدراء ، ف"زنّها المستمر" و"غلاساتها" لا يستحقان عقابًا غير هذا ، هذا ما جنته على نفسها ، ورمقتها بنظرة محتقِرة كالباقيين ورحلت .
في الطريق إلى منزلي ، سمعت صوتًا يصرخ فيّ :" لماذا ؟"
لم أتبين مصدر الصوت في البداية فتلفتت ، فوجدتها تصرخ :"هنا ؛ هنا على طرف نظارتك ".
وجدتها الماصكا واقفة وعيونها المركبة مغرورقة بالدموع .
"حسنًا ، أنتِ لم ترِ اللوسيليا ولا الكاليفورا ولو لمرة في حياتك ؛ ومع ذلك أعطيتهما اهتمامًا أكثر مني بكثير "
صمتت قليلًا ثم تابعت
"أعتقدت أننا صديقتان مقربتان ، أعني أنا أقضي الكثير من الوقت معك ، أبوح لكِ بكل أسراري بينما أنت تصغين ، وكلما حاولت تقبيلك على جبينك ابعدتيني عنك خجلى ، لقد أحطتك بالاهتمام ، أيكون هذا نصيبي من اهتمامك ؟ أتُفضلين الأغراب عليّ"
أكملت
"صحيح ، لا تظهر معادن الناس إلا عند الشدائد و"الامتحانات" ، وها قد ظهرتي على حقيقتك ! جاحدة للعشرة ، ناكرة للجميل ، ناسية لما كان بيننا من عيش وملح تناولناه معًا "
حاولت أن أوضح لها :" ولكنكِ لم تسأليني يومًا إن كنت أحب رفقتك .."
فقاطعتني
"تقصدين أنني لا أشعر ؟ لو شعرت ولو لمرة انك تستثقلينني لذهبت وتركتك ، ولكن ما ذنبي إن كنتِ منافقة لا تعلنين مشاعركِ صراحة ، آشقق عن قلبك لأعلم ما الذي تكنينه لي ؟"
تنهدت
" على العموم لا بد لهذا الأمر أن ينتهي ، وأنا سأرحل ، للأبد .. وستندمين على ما فعلتيه حين لا تجدين من يحوم حولك ويصب الاهتمام والقبلات عليكِ صبًا ، حينها ستقولين ولا يوم من أيامك يا ماصكا "
وطارت .
في قرارة نفسي شعرت براحة كبيرة وسعادة غامرة ، ولكنني تذكرت أن هذه هي المرة المئة التي تقوم فيها بهذا الحوار ، ستختفي فترة الشتاء قليلًا ، منتظرة أن أسأل عنها أو أترجاها لتعود ، ثم عندما تفقد الأمل والأكل ستعود وكأن شيئًا لم يكن .
لأنها ذبابة .
تعليقات
إرسال تعليق